الخميس، 15 يناير 2015

لغز أطفال وولبت الملونين( Green Children of Woolpit)


لغز أطفال وولبت الملونينGreen Children of Woolpit) 






قصة الاطفال الملونين باللون الاخضر عبارة عن خليط بين الاساطير الانجليزية والحقيقة . ولكن هناك شواهد كثيرة تدل على حدوثها فعلا . والمصادر الاصلية لهذه القصة الغريبة نستقيها من وليام في نيوبورج (1136-1198) ، وهو مؤرخ إنجليزي وقد ورد ذكر الاطفال الخضر في عمله الرئيسي rerum Anglicarum ( تاريخ الشؤون الانجليزية) وهو تاريخ إنجلترا 1066-1198 . المصدر الآخر هو رالف ل كوجيشال (توفي 1228 ) ، الذي كان رئيس الدير السادس كوجيشال دير إسكس في 1207-1218 . أذ تم تضمين كتاباته قصة الاطفال الخضرفي (Chronicon Anglicanum ) التي كتبها في 1187 و 1224. ومن جهة اخرى لا يوجد ذكر للاطفال الملونين في سجلات الأنجلو سكسونية الذي يتناول تاريخ اللغة الإنجليزية حتى وفاة الملك ستيفن عام 1154 ، و يتضمن العديد من العجائب الشعبية في ذلك الوقت مما يشير أن القصة هي مجرد أسطورة أو أن الحادثة وقعت في عهد هنري الثاني في وقت مبكر وليس في عهد الملك ستيفن كما يروى!

اين تقع قرية وولبت (Woolpit )


تقع قرية وولبت في مقاطعة سوفولك, إيست أنجيليا, تبعد غربًا حوالي 7 أميال ( 11كيلومتر ) عن مدينة بوري سانت إدموندز. و تعود للعصور الوسطى إلى دير بوري سانت إدموندز والذي كان جزءًا من أحد المناطق الأكثر كثافة السكانية في إنجلترا الريفية. الكاتبان رالف أوف كوجشال ووليام اوف نيوبيرج كتبا تقريرً عند وصولهم المفاجئ وغير المفسر للقرية عن الطفلين الملونين في القرن الثاني عشر. كان رالف رئيسًا لأحد الأديرة البندكتية في كوجشال والتي تبعد حوالي 26 ميل (42 كيلو متر ) من جنوب وولبت. بينما كان وليام كاهنًا في دير نيوبيرج الأغسطيني بعيدا إلى الشمال في يوركشاير. ويقول وليام أن تقريره المذكورفي (Historia rerum Anglicarum ) يعتمد على تقارير من عدة مصادر موثوقة وتقارير رالف في (Historia rerum Anglicarum) المكتوبة في فترة ما من عشرينيات القرن الثاني عشر, تشتمل على معلومات من السير( ريتشارد دي كالني من وايكس) والذي قيل عنه أن مزرعته كانت ملجأً للطفلين وتبعد 6 أميال ( 9.7 كيلومتر) شمالًا من وولبت. التقارير المعطاه من كلا الكاتبين يختلفان في بعض التفاصيل


شعار القرية الذي أقيم عام 1977 يصور الطفلين الملونين





يروى أنه في يوم من الأيام وفي وقت الحصاد وفقًا لوليام أوف نيوبيرج في خلال فترة حكم الملك ستيفن المضطرب(1135-1154)عثر القرويون في مدينة وولبت على طفلين أخٌ وأخته بجانب أحد حفر الذئاب والتي اشتُقًّ منها اسم المدينة. كانت بشرتيهما خضراء اللون ويتحدثون لغةً غير معروفةٍ وثيابهم كانت غريبة وغير مألوفة. ويقول رالف أن الطفلين قد أخذا إلى منزل (ريتشارد دي كالني ) وقد رفضا الطفلين سائر أنواع الطعام لأيام حتى وجدا بعضًا من نبات الفول الأخضر, الذي تناولا بنهم شديد و اعتاد الطفلين الأنواع الأخرى الطبيعية للطعام مما جعل اللون الاخضر يزول تدريجيا من بشرتهما وبدا على الفتى أنه الأصغر سنًا التعب والارهاق ومع الايام اصيب الصبي بالاكتئاب و مَرِضَ ثم ما لبث ان تُوُفِيَ بعد تعميد الطفلين بفترة وجيزة.




و بعد تعلُم الفتاة اللغة الإنجليزية أوضحت أنهم جاؤا من أرض لم تشرق عليها الشمس قط والنور فيها يشبه نور الشفق الدائم . وانها جاؤا من ارض تدعى (سانت مارتنز لاند) وتضيف الفتاة أن ما من شيء هناك إلا ولونه أخضر . الفتاة لم تتمكن من تفسير وجودهما في (وولبت ) كل ما تعرفه أنهما كانا يرعان ماشية واليهما في الحقول وفي أثناء ذلك سمعا ضوضاء عالية ( يعتقد وليام أنها أجراس كنيسة بوري سانت إدموندز) وفجأة وجدا أنفسهما بجوار حفرة الذئاب حيث عثر عليهم القرويون . يقول رالف أن الطفلين قد ضلّا الطريق عندما كانا يسيران خلف الماشية باتجاه كهف واهتديا طريقهما إلى وولبت باتباعهما صوت الأجراس وحاولت الهرب من الفلاحين الا انهم تمنكوا من القبض عليهما ولاتعرف الان اين موطنها الاصلي بالضبط .









و حسب ما يقول رالف إن الفتاة قد استـُخدِمَت في منزل (ريتشارد دي كالني ) لعدة سنوات وكان "سلوكها طائشًا ووقحًا". وتزوجت الفتاة رجلًا من كينجز لين والتي تبعد حوالي 40 ميلًا (64 كيلومتر) من وولبت حيث كانت لاتزال حية قُبَيلَ ذكرها وأخيها في كتاباته. ولقد خَلُصَ رالف إلى أن الفتاة كانت تدعى "أيجنس" وتزوجت من مسؤول ملكي يدعى ريتشارد بار, وذلك استنادَا إلى تاريخ عائلة (ريتشارد دي كالني ) .


تفسير الحدث :


هناك تفسيران لهذه القصة :

الاول : القصة حدثت في الحقيقة .

الثاني : القصة عبارة خليط من الاساطير التي تناقلتها الشعوب وليس لها مكان على ارض الواقع .


وهناك تفاسير اخرى مختلفة تحاول ان تحل لغز الأطفال الملونين Woolpit . اكثرها غرابة تقول ان الأطفال جاؤا من عالم خفي سفلي داخل الأرض وأنهم قد دخلوا بطريقة أو بأخرى من خلال ابعاد موازية معينة . وقد اقترح الفلكي الاسكتلندي ( Lunan ) ان الاطفال الخضر تم نقلهم من كوكب اخر الى الارض عن طريق الخطأ .

وهناك أسطورة محلية تربط الأطفال الأخضر مع ' ساحرة الخشب" الحكاية الخرافية نشرت لأول مرة في نورويتش في 1595 بالقرب من غابات ثيتفورد على الحدود من ( Norfolk-Suffolk). وهناك رأي اخر يسرد الحكاية بشكل مختلف حيث يزعم ان القصة حدثت في القرون الوسطى نورفولك ايرل الذي كان العم و الوصي لطفلين اراد ان يتخلص من منهما حتى يرث اموالهم فأستأجر رجلين لنقلهم الى الغابات وقتلهم الصبي يبلغ الثالثه من العمر والفتاة أصغر سنا. وبالفعل قام الرجل بفعلته ولكن الطفلان لم يموتا وتظاهرا بذلك واصبحو يهيمون على وجوههم في الغابة وقد يكون الزرنيخ هو العامل الاساسي في تغير لونهم و نهاية المطاف من تم العثور عليهم من قبل المزارعين .

التفسير الأكثر قبولا على نطاق واسع في الوقت الحاضر يطرحها بول هاريس في الدراسات (Paul Harris in Fortean Studies 4 ) . نظريته تذهب الى عام 1173 في عهد خلفه الملك هنري الثاني ستيفن . حيث كان هناك استمرار للهجرة من شمال بلجيكا خصوصا النساجين والتجار الى إنجلترا من القرن 11th فصاعدا ، ويذكر هاريس بعد أن أصبح هنري الثاني ملك قام أاضطهاد هؤلاء المهاجرين وبلغت ذروتها في معركة في( Fornham ) في سوفولك عام 1173 ، حيث ذبح الالاف. وبحسب نظريته أن الأطفال ربما عاشا بالقرب من قرية (Fornham) سانت مارتن وبالتالي جاء ذكرالمراجع قرية سانت مارتن في قصتهم . والجدير بالذكر ان هذه القرية على بعد أميال قليلة من
( Woolpit) حيث وجدا الطفلان.

ويتابع (بول هاريس ) بعد بعد مقتل ابائهم في الصراع الدار قد الطفلين ( Flemish north Belgian)) هرب إلى غابة كثيفة مظلمة في( ثيتفورد ) . ويعتقد ( هاريس) أن الأطفال ضلواهناك مختبئين لفترة من الزمن دون ما يكفي من الغذاء مما ادى الى أن يتطور الامرالى داء الاخضرار بسبب سوء التغذية - وبالتالي اصبح جلدهم يميل الى اللون الاخضر الذي وجدا به . وقال انه يعتقد أنهم بعدما سمعوا صوت أجراس كنيسة (بوري سانت ادموندز) تجولوا في فيالكهوف الموجوده تحت الارض التي يعود تاريخها أكثر من 4000 سنة.

باتباع الممرات ظهر الأطفال في نهاية المطاف في Woolpit بادية عليهم سوء التغذية مع ملابسهم الغريبة و يتحدثون لغة ال ( Flemish) الذين يتسخدمونها شعب شمال بلجيكا لذلك بدوا كأنهم غرباء على القرويين الذين لم يكن لديه أي اتصال مع شعب شمال النرويج (Flemish ) في ذلك الوقت .

ولازالت التكهنات والاساطير تنسج حول لغز هذين الطفلين ذوي البشرة الخضراء ولم يصل لحقيقة امرهما احد حتى اليوم .


لوحة زيتية رسمت عام 1879 تمثل الطفلين الاخضرين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق